oussama عضو خاص
المساهمات : 2318 تاريخ التسجيل : 06/02/2008
| موضوع: أزمة كاتالونية الثلاثاء مارس 11, 2008 4:17 pm | |
| يدرك المتابع لشؤون الكرة الاسبانية أن فريق برشلونة العريق يعاني من صعوبات جمة داخل الملعب أثرت سلبا على نتائجه في الآونة الأخيرة، لكن أحدا لا يعرف حتى الآن سببا مباشرا وراء ذلك.
تلقى الفريق الكاتالوني هزيمتين متتاليتين، واحدة خارج أرضه أمام أتلتيكو مدريد (2-4)، والثانية على مرأى من جمهور "كامب نو" العريق أمام فياريال (1-2)، وتسببت تلك الهزيمتين في اتساع فارق الصدارة بين برشلونة وغريمه التقليدي ريال مدريد إلى 8 نقاط بعدما وصل الفارق قبل أسبوعين إلى نقطتين فقط !
البعض يلوم المدرب الهولندي فرانك رايكارد على خياراته داخل الميدان، ففي في بعض الأحيان تظهر تشكيلته الأساسية غير متزنة يشرك من خلالها بعض الأسماء التي لم تكن بحسبان الجمهور على حساب أسماء أخرى تنتظر بفارغ الصبر فرصة النزول إلى أرض الملعب.
البعض الآخر يلقي اللوم على نجوم الفريق الذين يظهرون بشكل لا يعكس حقيقة مستواهم، فالبرازيلي روناليدينيو لم يعد كما كان سابقا، والفرنسي تييري هنري فقد جزءا كبيرا من ذلك التأثير القوي الذي ظهر دائما أيام عزه مع أرسنال، حتى الكاميروني صامويل إيتو تأثر بانخفاض مستوى الفريق، فتأثرت فاعليته أمام مرمى الخصوم.
الإدارة أيضا لم تكن بمنأى من الإنتقادات، حيث تعتقد مجموعة من أنصار النادي أن برشلونة سقط بقوة في سوق الإنتقالات الصيفية رغم انفاقه مبالغ ضخمة على شراء الفرنسي هنري ومواطنه اريك أبيدال والأرجنتيني غابرييل ميليتو والعاجي يايا توري، والاهم من ذلك رفض الفريق التعاقد مع لاعب جديد في الفترة الشتوية رغم النقص الواضح في صفوف الفريق والناتج عن مشاركة ايتو وتوري في بطولة أمم افريقيا، وإصابة عدد من اللاعبين الآخرين على رأسهم الأرجنتيني ليونيل ميسي.
الحقيقة تقول أن الجميع ملام في برشلونة، نبدأ من المدرب الذي فشل إلى حد كبير في إيجاد مجموعة متوازنة على المستطيل الأخضر، وهو أمر ناتج عن غياب الجانب النفسي في التعامل مع النجوم علما بأن رايكارد يتجنب دائما اتنقاد لاعبيه بل يحثهم على المزيد من الجهد، وهي نقطة في صالحه.
ويخطئ رايكارد مع مهاجمه الأيسلندي ايدور غوديونسن كما أخطأ الموسمين السابقين في حق مهاجمه الأرجنتيني السابق خافيير سافيولا، ولا أدري كيف يتعامل نجم تشلسي السابق مع حقيقة مفادها أن مدربه يثق بقدرات لاعبين اثنين يبلغان من العمر 17 و18 عاما أكثر من قدراته، لكن في الوقت ذاته تجرأ رايكارد وأخرج ديكو البرتغالي من تشكيلته الأساسية ليعتمد اعتمادا تاما على الثنائي المحلي تشافي هرنانديز واندريس انييستا في صناعة الألعاب والهجمات، فأثبت الإثنان أنهما من أفضل لاعبي الفريق هذا الموسم.
تغيير المراكز شتت أيضا من أفكار بعض اللاعبين نخص منهم في حديثنا القائد كارلوس بويول الذي لعب في بعض فترات الموسم كظهير أيمن وهو المركز الذي بدأ فيه مسيرته مع الفريق الكاتالوني، وعندما عاد لمركز قلب الدفاع إلى جانب ميليتو بدا عليه التعب وفقدان التركيز، ومن شاهد مباريات برشلونة الأخيرة يدرك تماما حقيقة ما أقول.
لكن وبشكل عام.. أفرغ رايكارد ما في جعبته من حيل، وعاني من بعض الأسماء التي خذلت ثقته فيها مثل المكسيكي جيوفاني دوس سانتوس الذي أحرز العديد من الأهداف في مباريات الفريق الاستعدادية قبل بداية الموسم ليتحول بعدها إلى لاعب خائف يتجنب التسديد نحو المرمى.
أما بالنسبة للنجوم، فإن ميسي وحده أظهر قيمته الحقيقية لجمهور الفريق، بعكس رونالدينيو وهنري وبويول، ويعاني الكاميروني ايتو من فقدان تركيزه في بعض الأحيان، وكما قلت سابقا فإن النجمين الحقيقين في الملعب هما تشافي وانييستا، ولم يقدم الأرجتنيني ميليتو إضافة حقيقية لدفاع الفريق، ووجد ديكو نفسه على دكة البدلاء ليعض أصابعه ندما على عدم الرحيل مع نهاية الموسم الماضي.
الإدارة عجزت عن التعاقد مع لاعبين يسدون النقص في مراكز الفريق ورفضت الاستعانة بأسماء جديدة باستثناء الحارس الاحتياطي، كما ظهرت عاجزة عن الرد على انتقادات الجمهور خاصة المدير الرياضي تكسيكي بيغرستاين الذي تتكلم وسائل الإعلام دوما عن لقائه مع لاعبين ومدربين من اجل التفاوض معهم لكن دون جدوى.
العلاج في برشلونة يكمن في تجديد الثقة لرايكارد بدلا من التعاقد مع غيره، والكف عن الظهور بالوجه البشوش المتسامح أمام نجومه، والتعاقد مع أكثر من لاعب بغض النظر عن شهرته لسد ثغرات الفريق بدلا من التغيير الدائم في مراكز اللاعبين الموجودين، والتعامل بسرعة تامة مع إصابة ميسي الذي سيغيب خمسة أسابيع.
ولا أجد فرص برشلونة كبيرة في المنافسة على لقب الليغا الاسبانية، وحتى ريال مدريد لم يظهر بصورة البطل الحقيقي على أرض الملعب، واشبيلية ظهر شبحا للفريق الذي ظهر عليه في الموسمين السابقين والأمر ذاته ينطبق على سرقسطة، أما فالنسيا فيكفيه المشاكل التي نتجت عن القرار الخاطئ بإقاله كيكي فلوريس وتعيين الهولندي رونالد كومان كمدرب للفريق، وهذه الأمور ساهمت بلا أدنى شك في حفاظ الفريق الملكي على صدارته طوال هذه الفترة، وحتى بقاء برشلونة في المركز الثاني، وإذا ظلت الأمور على ما هي، فقد نشهد موسما جديدا مملا يتسم الرتابة وقلة الإثارة.
برشلونة يبقى كبيرا، ومازال ينافس على ثلاث جبهات هي الدوري والكأس ودوري الأبطال، ويدعو أنصار الفريق أن يتم التصرف سريعا مع الصعوبات والمشاكل قبل أن تتلاشى الفرص نهائيا في المنافسة على أي من ألقاب الموسم. | |
|