دار المسنين

تدور الأحاديث الكروية الإيطالية في الوقت الحالي عن الحالة المترهلة التي ظهر فيها ميلان امام أرسنال الإنجليزي في إياب دور الثمانية من مسابقة دوري أبطال أوروبا الأسبوع الماضي، ويجتمع المتحدثون على أن الفريق المتوج بطلا لأوروبا سبع مرات يحتاج لتغييرات جذرية تشمل جميع مراكز الفريق إضافة إلى الجهاز الفني.

ورغم أن انتقاد إدارة النادي ليس أمرا محببا في ميلان، إلا أن تصريحات سلفيو برلوسكوني الأخيرة أثارت حفيظة الجمهور الذي يرغب في رؤية فريقه على درب الأمجاد مجددا.

برلوسكوني المعروف بولائه الشديد للنجوم الذين خدموا النادي سنوات عدة، أعرب عن تعاطفه مع نجمه البرازيلي المصاب رونالدو ملمحا إلى امكانية تجديد عقده نهاية الموسم الحالي على الرغم من أن رونالدو يحتاج تسعة أشعر للشفاء من إصابته الخطيرة الأمر الذي يرسم شكوكا حول قدرته على العودة إلى الملاعب مع بلوغه سن الثانية والثلاثين.

ثم عاد رئيس الوزراء الإيطالي السابق ليصرح بأنه يتمنى عودة مهاجمه الأوكراني أندري شفتشينكو الذي يلعب حاليا مع تشلسي الإنجليزي على الرغم من أن المهاجم الأوكراني يبلغ من العمر 31 عاما !

أعتقد أن جمهور ميلان يتفق على أن فريقه أصبح ملجأ للعواجيز، فبالنظر إلى تشكيلة الفريق الحالية، نجد أن 9 لاعبين فقط من أصل 29 لم يتجاوزوا الثلاثين عاما، 5 منهم لا يلعب بصورة أساسية، إنها مشكلة أساسية في عالم كرة القدم الذي يعتمد على مزيج من الخبرة والشباب كأحد مقومات النجاح.

واستغرب المتابعون من النشاط الضعيف لميلان في السنوات الثلاث الأخيرة خلال فترات الإنتقالات المسموحة، والأبرز من ذلك أنهم استقطبوا عددا من اللاعبين الذين لم يتبقى لهم الكثير في مسيرتهم مثل جيوسيبي فافالي والبرازيلي ايمرسون، والتعاقد مع البرازيلي ألكسندر باتو (18 عاما) خفف من وطأة الضغوط الملقاة على كاهل مسؤولي النادي.

لا يحتاج ميلان في الوقت الحالي لرونالدو أو شفتشينكو، حتى أنه لا يحتاج لقدرات باولو مالديني الذي يطالبه المسؤولين بتأجيل اعتزاله موسما آخر رغم أنه على مشارف الأربعين من عمره، ميلان يحتاج لروح الشباب التي يملكها باتو، تلك الروح التي حملت أرسنال إلى ربع نهائي دوري الأبطال، ويبدو أن إداريي ميلان لم يلاحظوا أن أفضل ثلاثة لاعبين في العالم حاليا لم يتعدوا سن السادسة والعشرين.

ميلان لا يحتاج انزاغي.. بل يحتاج جيلاردينو، ميلان لا يحتاج امبروسيني.. بل يحتاج يوان غوركوف، ميلان لا يحتاج العديد من اللاعبين الأساسيين والبدلاء.. بل يحتاج نجوم جديدة تنعش الفريق وتجدد من قدرته على العطاء.

وأخيرا.. لا يحتاج ميلان لكارلو أنشيلوتي، فإذا كان هناك مدرب قد نفذت أفكاره وحيله فهو مدرب ميلان الذي يعاني من أزمة حقيقية حاليا، حيث يحتل الفريق المركز الخامس في الدوري الإيطالي، وخرج من كأس إيطاليا ودوري الأبطال.

هل يستغني ميلان عن أنشيلوتي؟ لا يبدو الأمر واردا، فقد أصبح واضحا للجميع أن العلاقات العامة تلعب دورا كبيرا في بقاء المدربين واللاعبين مع ميلان، فمن يتمتع بعلاقة جيدة مع برلوسكوني وذراعه الأيمن غالياني يحظى بمعاملة خاصة، تلك المعاملة التي ينعم أنشيلوتي بها، على الرغم من التقارير الإخبارية التي أبرزت اتصالات غير مؤكدة بين مسؤولي ميلان والمدرب البرتغالي خوسيه مورينيو.

هناك أمنية كبيرة لعشاق الروزونيري أرجو أن تتحقق.. لا أحد يريد رؤية ميلان في كأس الإتحاد الأوروبي الموسم المقبل، لكن ما دام هناك أناس يفكرون بطريقة برلوسكوني وغالياني وأنشيلوتي وتاسوتي في النادي العريق، فإن الأمنية قد لا تتحقق، وقد نرى "الأحمر والأسود" في موقف لا يحسد عليه.