يورو 2008 تعيد الحياة الرياضية من جديد في غزة

دبت الحياة من جديد لملعب فلسطين الدولي وسط مدينة غزة بالتزامن مع بطولة الناشئين الفلسطينيين التي نظمها الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم بالتعاون مع وكالة التنمية والتعاون السويسرية تحت شعار الحرية والسلام (غزة 2008).

وأقيمت البطولة بمناسبة استضافة سويسرا للنسخة الثالثة عشرة لبطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم (يورو 2008).

وبعيدا عن أجواء العنف والتوتر التي سادت قطاع غزة مؤخرا صدحت جنبات ومدرجات ملعب فلسطين بهتاف المئات من الفتية والأطفال فيما تمايل آخرون مع اتجاهات الكرة التي راحت تتطاير وتتقافز بين أرجل وأجساد اللاعبين المنتشرين في الملعب .

وتوج فريق المشتل الرياضي الذي يضم بعض اللاعبين الموهوبين بلقب البطولة التي لاقت حضورا جماهيريا وتشجيعا واسعا.

وقال جمال أبو حشيش رئيس اللجنة المنظمة للبطولة لوكالة الأنباء الألمانية (د ب ا) أن البطولة حملت شعارا مشابها لبطولة أوربا حيث حرصنا على أن يكون انتهائها مع نهاية البطولة كأس أوروبا.

وخاض البطولة التي اقتصرت على مواليد 1994 أكبر خمس أندية فلسطينية هي: شباب رفح والصداقة والهلال الرياضي وشباب جباليا وفريق المشتل الرياضي.

وتمكن فريق المشتل من تحقيق الفوز على فرق شباب رفح والهلال والصداقة وتعادل مع شباب جباليا ليرفع رصيده إلى عشرة نقاط وينفرد بصدارة البطولة فيما احتل فريق شباب جباليا على المركز الثاني وفريق شباب رفح على المركز الثالث.

وقال الإعلامي الرياضي خالد أبو زاهر لوكالة الأنباء الألمانية أن "البطولة أعادت الحياة للرياضية الفلسطينية لأول مرة بعد انقطاع دام أكثر من عام" بعد سيطرة حركة حماس على غزة.

وأشار أبو زاهر إلى أن " البطولة كشفت عن مواهب فلسطينية جيدة تبشر بمستقبل واعد لعدد من اللاعبين الناشئين" مشيدا بالدعم الأوروبي وخصوصا السويسري لقطاع الرياضي الفلسطيني. وأضاف أن غزة بحاجة إلى مزيد من الدعم لما للرياضة من أهمية في تنشئة الأجيال القادمة وتحافظ على تعزيز ثقافة المحبة والتعاون والفهم المشترك سواء على الصعيد الداخلي أو على صعيد العلاقات مع الفرق العربية والدولية الأخرى.

وقال ماريو كاريتا رئيس وكالة التنمية والتعاون السويسرية ، الذي حضر الحفل الختامي للبطولة إلى جانب ممثل الوكالة في غزة مازن شقورة ، أن سويسرا التي تنظم بطولة كأس أوروبا بالاشتراك مع النمسا رأت أن من المهم دعم أنشطة رياضة مماثلة في الأراضي الفلسطينية.

وقال أن "الرياضة تجمع الناس وترفه عنهم وتسعدهم وتزيل خوفهم وجزعهم وهذه رسالة هامة للأطفال وأهلهم وأردنا أن يلعب أطفال غزة ايضا وهاهم سعداء بذلك".
وأشار إلى أن سويسرا ستسعى في الفترة المقبلة لدعم قطاعات رياضية مختلفة في الأراضي الفلسطينية لما لذلك من اهمية كبيرة فضلا عن خلق روابط وعلاقات بين أندية فلسطينية ونظيراتها في سويسرا.

وتابع :" انه كان يأمل أن تنظم البطولة لجميع الفرق الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة لكن الأوضاع السائدة وعدم القدرة على التنقل بين المنطقتين حال دون ذلك مما دفع إلى إجراء بطولتين منفصلتين". وعبر معظم اللاعبين المشاركين عن سعادتهم كون البطولة فتحت لهم المجال للعب بعد انقطاع دام شهورا عدة بسبب الظروف الأمنية التي سادت قطاع غزة.

ودعا أبو حشيش أوروبا عموماً وسويسرا خصوصاً لدعم الرياضة الفلسطينية وتعزيز هواية الأطفال وتنمية مواهبهم وفتح الأفاق أمامهم.
وطالب بدعم القطاع الرياضي الذي يحتاج إلى الكثير من العمل خصوصا على صعيد الأندية أو الملاعب أو القدرات الفنية والمادية.