oussama عضو خاص
المساهمات : 2318 تاريخ التسجيل : 06/02/2008
| موضوع: لا تكرموا ماجدا ! الثلاثاء مايو 20, 2008 4:06 am | |
| * ظل مهرجان تكريم ماجد عبد الله طوال عشرة أعوام الشغل الشاغل للوسط الرياضي السعودي،ومرت كل تلك السنين وكأنها أيام أو لحظات، فالحديث عن التكريم ومنذ اليوم الأول لاعتزاله وحتى اللحظة لا زال يسكن الفضاء لم يغادره، والمطالبات ما انفكت تتزاحم في الحناجر وكأنه قد اعتزل بالأمس.
* ولا يحتاج الأمر لإعياء النفس لمعرفة سر تميز ماجد عبد الله عن غيره من اللاعبين الذي مروا على تاريخ الكرة السعودية، فيكفي أن تقول أنه ( استثنائي )، وذاك يكفيك مشقة البحث عن أجوبة معلبة قد لا تفي بحقيقة أسطورية كوكب الإبداع.
* وماجد لمن لا يعرفون الإنصاف ليس نجما كما يحسبون وإنما هو كوكب رازح لا يخبو، ولعلي استعير ما قاله فنان العرب محمد عبده في إطلالته الأخيرة في ( العراب ) :" زمن ظهور الكواكب انتهى، إذ نحن في زمن النجوم فقط فهي تملأ الفضاء، حيث يلمع نجم اليوم ويخبو غدا".
ويضيف:" هل بيننا اليوم كوكب كأم كلثوم أو محمد عبد الوهاب، حتما لا".
وليسمح لي فنان العرب أن أضيف على كلامه بالقول: ولا يوجد كوكب كماجد عبد الله !.
* تكريم ماجد اليوم وإن كان استحقاقا لتاريخه المتخم بالانجاز، وواجب إزاء تضحياته الوطنية التي راحت مضربا للمثل، إلا أنني لا أخفي حقيقة القلق الذي تسرب إليَّ فجأة، وأنا أترقب لحظة إطلالة ( أبو عبد الله ) في يوم عرسه الكبير، ومصدر قلقي يقيني بأن مهما يكن حجم المهرجان فإنه لن يكون في مستوى قامته السامقة وقمته الشامخة.
* ماجد – ببساطة – أرقى من أي تكريم، وأكبر من أي مهرجان، ولست أقول ذلك مبالغة ولا تضخيما، بل أجد نفسي عاجزا عن توصيف كينونة إبداعه، وأقف خجلا بعدم قدرتي على مجاراة ألقه ومداناة سحره؛ لكنها الحقيقة التي لا مناص من قولها، وإن أزعجت من أعياهم السهر على تكريمه، وأفنوا طاقتهم للاحتفاء به، ولو كان بيدي لمنعت هذا التكريم فهو – حتما – لا يليق بماجد أحمد عبد الله!.
* قد تقولون إنني متطرف في ( الحب الماجدي )، وتلك حقيقة لا أنفيها، بل أنا مستعد لإمضاء ورقة اعتراف بأنني أكبر متطرف في هذا الحب،غير أنني على يقين بأنني لن أتفرد بهذا الاعتراف، فثمة خلايا من ( المتطرفين الماجديين ) يسابقونني للفوز بهذا الشرف.
* علاقة ماجد ب ( المتطرفين ) علاقة قديمة، فقد بدأت مع خطواته الأولى في درب الإبداع ولا زالت حتى اليوم، إذ بقي ( المتطرفون ) يستعيرون وجهه في اللحظات التي يخبو فيها الفرح الكروي، وأكاد أجزم أننا جميعا استعرنا وجه ماجد ذات يأس وساعة قلق حينما كنا نردد من حيث نشعر أو لا نشعر ( وينك يا بو عبد الله )!.
* وجه ماجد ما برح يطل على عشاق النصر في كل إخفاق أصفر منذ آخر انجاز له في كأس آسيا للأندية،ويشرق مع أنصار الوطن في أي انتكاسة خضراء منذ حضوره البهي في مونديال أمريكا، فوجهه ظل يسافر معهم في كل مكان كجواز مرور .. هل رأيتم جوازا لا تنتهي صلاحيته غير جوار ماجد عبد الله .
* ابن أختي محمد أنور النصر ( 18 عاما ) له من اسمه نصيب، فهو نصراوي حتى النخاع ،فقد تعلم حب الفريق الأصفر مع تعلمه ( ألف باء ) الكلام ، وارتشف ( العشق الماجدي ) قبل أن تطأ قدماه أبواب المدرسة الابتدائية، ولا زال يدمن ( ماجد ) رغم أنه لم يتعاطاه إلا سنة واحدة قبل أن يكتب الكلمة الأخيرة في رواية إبداعه،ومثل محمد وأعظم كثيرين، فالبعض منهم يهيم بماجد رغم انه لم يطل برأسه على الدنيا إلا بعد أن وقع صك الاعتزال.
* ماجد هكذا وأكثر، أولم أقل لكم أنه ( استثنائي ) وهذا يكفي!.
"نقلا عن صحيفة الرياض السعودية" | |
|