[center]
[img]لايوجد في الوثائق المصرية الفرعونية من أقدمها إلي أحدثها أي تسمية كانت تطلق من قبل المصريين علي عموم القبائل الأمازغبة
بل كانوا يسمون كل قبيلة أو مجموعة بالإسم الذي عرفت به
وهي ليست كثيرة وأهمها أربعة أذكرها فيما يلي علي التوالي بحسب أقدميتها التاريخية وظهورها في الوثائق المصرية
- التحنو:
المسجل ظهورهم في الثلث الأخير من الألف الرابعة قبل الميلاد
ظل اسمهم يتردد في الوثائق المصرية حتى عهد رمسيس الثالث (1198 ق.م. -1166) مؤسس الأسرة العشرين
يتميزون ببشرتهم السمراء ويعيشون غرب مصر من ناحية الدلتا
******************
- التمحو:
المسجل ظهورهم في منتصف الألف الثالثة قبل الميلاد في عهد الأسرة السادسة (2434 ق.م. -2242)
والتمحو من ذوي البشرة البيضاء والعيون الزرقاء والشعر الضارب إلي الشقرة يعيشون أيضا إلي الغرب من مصر من الناحية الجنوبية
ويبدو أن لهم امتدادا داخل الواحات الليبية
******************
- الليبو:
أول ظهور لهم عرف إلي حد الآن كان في عهد الملك رمسيس الثاني (1298¬- 1232 ق.م) من الأسرة الفرعونية التاسعة عشرة
وفي نصوص الملك مرنبتاح حوالي (1227 ق.م) الذي صد هجمة قوية علي الدلتا تزعمتها قبيلة الليبو تحت إمرة قائدها مرابي بن دد بمشاركة القهق و المشواش
وهما قبيلتين أمازغيتان وبتحالف مع شعوب البحر ومن هذا التاريخ لمع اسم الليبو
وتشير تحريات الباحثين أنهم كانوا منتشرين غرب مواقع التحنو في منطقة برقة الحالية بليبيا
وقد أطلق قدماء المصريين وفراعنة مصر على قبائل البربر التي تقطن غرب مصر اسم الليبيين
وعندما آلت المنطقة إلى الإغريقين أطلقوا هذا الاسم على كل شمال أفريقيا إلى الغرب من مصر
وقد استعمل أيضا هذا الإسم المؤرخ هيرودوت الذي زار ليبيا وذلك في بداية النصف الثاني من القرن الخامس ق م
******************
- المشواش:
تشير أقدم المعلومات المتوافرة حولهم إلي حد الآن أن اسمهم ورد لأول مرة علي جزء من آنية فخارية من قصر الملك أمنحتب الثالث من الأسرة الثامنة عشرة
حيث جاء في الشطر الأول ما يدل علي وصول أواني تحتوي علي دهن طازج من أبقار المشواش
كما ورد اسمهم في نصوص رمسيس الثاني الذي استخدمهم مع القهق و الشردن في جيشه وكذلك ورد في نصوص مرنبتاح ...
وظهر اسمهم بشكل بارز في نصوص رمسيس الثالث (1198 ¬1166 ق.م) مؤسس الأسرة العشرين الذي أحبط هجمتين قويتين
الأولي في العام الخامس من حكمه تضم القبائل الأمازغية:
الليبو / والسبد / بتحالف أيضا مع شعوب البحر والثانية في العام الحادي عشر بزعامة قبيلة المشواش هذه المرة
وبمشاركة عدة قبائل منها:
الليبو / والأسبت والقايقش والشيت/ والهسا / والبقن...
وكانت مناطق هذه القبيلة الحيوية حسب تحريات الباحثين توجد إلي الغرب من الليبو ويقال إن انتشارهم يمتد غربا إلي الجنوب التونسي الحالي
هذا التقسيم طبعا لا يشمل إلا القبائل الأمازيغية التي وصلت إلى مصر
أمازيغ غرب شمال إفريقيا
ونذكرهم على التوالي:
- الجيتول :
هي إحدى المجموعات البربرية القديمة التى ذكرها المؤرخون الكلاسيكيون
وهى مجموعة من القبائل كانت منتشرة جنوب الممتلكات القرطاجية ومملكة نوميديا وهى تمتد جنوبا حتى تحادي أطراف الصحراء من الشمال
وإذا تتبعنا إسم هذه المجموعة السكانية فإننا نجد أول ذكر لها كان عن طريق المؤرخ اللاتينى (سالوست) (القرن الأول قبل الميلاد)
ويبدو أن إسم الجيتول دخل عليه بعض التحريف عندما بدأ نقل هذا الاسم من اللغتين اليونانية واللاتينية إلى اللغة العربية
حيث كتب مرة بصورة جيتــول وكتــب مرة أخرى بصورة عربية صــرفة وهى جدالة
وهم أهل جزولة الحالية على ما يظهر
- المور:
كما سمي أمازيغ الجزء الغربي بالمور وهم السكان الذين سكنوا القسم الغربي الشمالي لأفريقيا من طنجة إلى نهر ملوية وجزء من الجزائر
ويفسر البعض كلمة المور ككلمة سامية الأصل أصلها هوريم ما يعني الغربي أو الغربيين لدى الساميين خاصة الفنيقيين
أما البعض الآخر فيرجعها الى أصل محلي ما يعني أصحاب الأرض
ويعتقد أن اسم موريتانيا إسم اشتق من اسم المور
(نقصد مملكة موريتانيا الطنجية خلال حكم الرومان لشمال إفريقيا)
لقد عرف سكان المغرب الأولون في الفترات التاريخية بأسماء مختلفة:
الأمازيغ
الليبيون
المشواش
النوميديون
الجيتوليون
المور
ويمكن تقسيم المغرب الكبير إلى ثلاث مماليك مع حلول القرن الثالث قبل الميلاد: الموريون في المغرب الأقصى
المازاسيلي غرب الجزائر
والماسيلي على طول الشريط الممتد جنوب قسنطينة بالجزائر إلى شواطئ قابس بتونس ثم إلى طرابلس
قبل 10آلاف سنة فقط أي مع انتهاء العصر الجيولوجي الثالث كانت الصحرى الكبرى تعرف فصول مطيرة وحياة زراعية
وغطاء نباتي متنوع ومتعدد ومزارع وحقول خضراء تمنح للإنسان غلات ورزق وفير
وهذه الخصوبة والزراعة ساعدت الإنسان الأمازيغي والإفريقي على تربية المواشي والدواجن فانتشر الرعي والتكسب واستجلاب ما هو معوز من مناطق مجاورة
وعرف مجال الفلاحة توسعا كبيرا واندمج فيما هو تجاري عبر المقايضة وتبادل المنتوجات ...
وفي هذه المرحلة بالذات كان الليبيون الأمازيغيون تجمعهم علاقات وطيدة مع باقي الشعوب القوية والعظيمة خصوصا وقت ذاك مع الفراعنة المصرية
وتبادلوا معهم معارفهم وأنشطتهم في مختلف المجالات سيما واننا نعلم على أن الأمازيغيون سباقين للفلاحة وتربية المواشي
كما يؤكد جل المؤرخين وقد أشارت الدراسات الاركيولوجية إلى الوعي والحيوية التي امتاز بها إنسان الإيبيروموري قبل ملايين السنين
وهوعينه الوعي الذي امتاز به الأمازيغي في هذه المرحلة التي نحن بصددها الآن و التي كانت الصحراء وعموم تخوم شمال إفريقيا
زراعة وفلاحة واخضرار ومياه حيوية وووديان رقراقة تحوم حولها الطيور والنباتات
إلا أن مع تطور الازمنة التاريخية سيشهد المناخ تغيرا جذريا ومما ستتغير الظروف الطبيعية المستقرة وسينعكس ذالك سلبا على الأرض والإنسان والبيئة وكل ماهو ايكولوجي
بحيث سيسود الجفاف ويتغير المناخ من الرطب إلى القار ويفقد الغطاء النباتي الذي كان مصدر عيش الإنسان والحيوان
وسيخل الامر بالتوازنات الجغرافية فتظهر الهجرة بحثا عن الكلأ والصيد والمعيشة التي ألفها الإنسان واستأنس بها لقرون طويلة
هكذا سيدفع الأمر بالحاجة إمازيغن اللبيين وعموم ساكنة الصحراء الكبرى للنزوح نحو نهر النييل لأنه مكان للحياة والأمل والرزق
بدعوى أن الماء مصدر العيش الرغيد والحياة الكريمة ولا حياة اطلاقا بدون مياه عذبة
هكذا سيعيش الأمازيغيون المهاجرون على ضفاف نهر النيل مع مواشيهم وأهلهم لتفادي عطش الصحراء
وكل ما سينتج عن الجفاف من أمراض وحياة قاسية .... لأن لا حياة بدون روي العطش والإستحمام .......
وهذا النزوح الأمازيغي تجاه ديلتا النيل لم يكن من الأمر الهين وكانت تتم مواجهتهم من قبل الفراعنة حتى لا يتم تجاوز الخط الأخضر وكانوا دوما يشكلون مصدر قلق كما سنرى لاحقا
ولم يهجر هذا الإنسان بمعزل عن خصوصياته التي ستثبته بجدارة بل هاجرت معه ثقافته وقيمه وعاداته وتقاليده ونمط عيشه وطبيعة تفكيره ليحافظ على استقلالية نمط عيشه
كما هاجر بأدبائه ومثقفيه وشعرائه وحتى بمعبوداته الدينية التي كانت تميزه عن باقي شعوب الأرض
الشيء الذي نجد عدد من المؤرخين يؤكدون على أن أغلب آلهات المصرية مهاجرة الأمازيغية الأصل ليبوأمازيغية خصوصا عند هيرودوت
كإله: أمون تنيت ثني أنزار تفنوت إزيس
إلى غير ذالك من التأثير الثقافي واللغوي في الثقافة الفرعونية –المصرية- ككلمة النيل التي تعني بالأمازيغية الازرق
وما تزال متداولة في الريف و صحراء سيوا وكلمة سيوا هي سيوان والتي تعني الغراب وكذالك أسوان ذات نفس الدلالة