مدرب حراس المنتخب المصري: الحضري مرشح للقب أفضل حارس مرمى للمرة الثانية على التوالي

بعد عامين من فوزه بلقب أفضل حارس مرمى في بطولة كأس الامم الافريقية الخامسة والعشرين 2006 لكرة القدم بمصر ونجاحه على مدار سنوات طويلة في حراسة مرمى الاهلي ومنتخب مصر، كان دخول أربعة أهداف لمرمى عصام الحضري في المباريات الاربع الاولى لفريقه في البطولة الحالية أمرا يثير الجدل على قدرته على قيادة فريقه للفوز باللقب الثاني على التوالي.

ورغم هذه الاهداف، يؤكد معظم المتابعين للبطولة أن الحضري مرشح بقوة لنيل لقب افضل حارس في البطولة الحالية أيضا لأنه يمثل عنصرا قويا من العناصر التي ساعدت الفريق على الوصول للمربع الذهبي.

ولكن مع انتظار المنتخب المصري لمواجهة صعبة مع نظيره الايفواري بعد غد الخميس حيث نجح أفيال كوت ديفوار في تسجيل 13 هدفا في أربع مباريات فقط أجرت وكالة الانباء الالمانية (د ب أ) حوارا مع أحمد سليمان مدرب حراس مرمى المنتخب المصري للاجابة على العديد من الاستفسارات حول مستوى الحضري.

ودافع سليمان في بداية حديثه عن مستوى الحضري مؤكدا أن مستواه جيد للغاية ويتطور من مباراة لأخرى والاهداف الاربعة كانت منها ضربة جزاء وبالتالي فإن مرماه اهتز ثلاث مرات في أربع مباريات وهو معدل لا يثير الازعاج على الاطلاق مقارنة بمستوى الفرق التي قابلها المنتخب المصري وهي الكاميرون وزامبيا وأنجولا بينما لم تهتز شباكه في مباراة السودان.

وأضاف أن الحضري يقوم بدوره جيدا ويلعب نفس الدور الذي لعبه في البطولة الماضية عندما ساهم بشكل كبير في فوز المنتخب المصري باللقب الافريقي عام 2006 في مصر وقد يفوز بلقب أفضل لاعب في البطولة الحالية مثلما فاز في سابقتها.

وأشار سليمان إلى أن الحضري هو الابرز بين جميع حراس المرمى في البطولة ويتضح ذلك من النتائج والاداء مقارنة بالمواجهات التي خاضها الحراس الباقون.

وعلق سليمان على الهدف الذي دخل مرمى الحضري في مباراة زامبيا قائلا إن الجميع رأوا أن الكرة صوبت عليه من مسافة قريبة للغاية وحاول الحضري الامساك بها لكن قوتها والمسافة القريبة التي سددت منها جعلت مهمته صعبة.

وبالنسبة لهدف أنجولا، قال سليمان إن الكرة كانت قوية للغاية وغير متوقعة على الاطلاق وكان يجب على الدفاع عدم ترك الفرصة لمانوتشو الخطير ليسدد دون إزعاج وقد حاول معها الحضري أيضا لكنها كانت أسرع وأقوى من رد فعل الحضري.

وعن كثرة الأهداف التي شهدتها البطولة الحالية، قال سليمان إن السبب الرئيسي هو الكرة الجديدة التي تستخدم في هذه البطولة والتي يطلق عليها اسم "واوا آبا" لأنها أقل وزنا من الكرات الأخرى ولذلك فإنها أكثر سرعة ومواصفاتها الفنية تجعلها تغير اتجاهها أحيانا ولذلك تشهد البطولة أعلى نسبة تهديف في البطولات الافريقية.

وأضاف أن الاتحادين الدولي (فيفا) والافريقي (كاف) يدركان ذلك وهما يرغبان في ارتفاع نسبة التهديف لتتضاعف الاثارة في المباريات فهي ليست المرة الاولى التي تؤدي فيها التطويرات في اللعبة إلى زيادة الضغوط على حراس المرمى.

وأشار سليمان إلى أن الفيفا سبق له أن طبق قانون عدم الاحتفاظ بالكرة أكثر من ست ثوان وعدم التقدم بها وهي في يد الحارس ست خطوات وكذلك عدم إمكانية الامساك بالكرة إذا أعادها المدافع إلى حارس مرمى فريقه وجميعها عوامل قد تساهم في زيادة جمال وسرعة الاداء ولكنها في نفس الوقت تضاعف الضغوط على حراس المرمى.

أوضح سليمان أن الجهاز الفني لمنتخب مصر تسلم الكرة الجديدة قبل بدء فعاليات البطولة بثلاثة أيام فقط ولكنه بدأ في إجراء تدريبات مكثفة للتعود عليها مثل تدريب الحراس وهم معصوبو العينين.

أشار سليمان إلى أن البطولة الحالية تشهد أكثر من حارس جيد لكنهم ليسوا على نفس مستوى الحضري ومن الحراس الجيدين في البطولة الحالية يبرز حراس تونس وكوت ديفوار وغانا ونيجيريا.

وعن تردد الحضري في الخروج لالتقاط بعض الكرات العرضية، قال سليمان إنه ليس ترددا وإنما لوجود ليبرو وكثافة عددية من المدافعين أمام منطقة الجزاء يكون الحضري مكلفا بأمور أخرى مع ترك الكرات العرضية للتغطية الدفاعية خاصة مع وجود زحام داخل منطقة الجزاء قد يعوق وصوله إلى الكرة.

وعن تعليماته للحضري قبل مواجهة الهجوم الايفواري الشرس، قال إنها تتركز على كيفية تعامل الحضري مع كل المواقف في ضوء مشاهدة تسجيل لمباراة المنتخب الايفواري أمام نظيره الغيني في دور الثمانية للبطولة.

وقال سليمان إن الحذر مطلوب في مواجهة الهجوم الإيفواري وهو لا يعني الخوف حيث يجب على جميع حراس المرمى توخي الحذر مع جميع المهاجمين خاصة في بطولة كبيرة مثل كأس الامم الافريقية وكذلك في مواجهة فرق صعبة وعنيدة مثل كوت ديفوار وغيرها.

وأوضح سليمان أن مشكلة حراسة المرمى في منتخب مصر تكمن في الدوري المصري الذي يفتقد لوجود العديد من حراس المرمى الأكفاء وبالتالي تضيق دائرة الاختيار للمنتخب حيث يظل الحضري هو الافضل نظرا لمشاركاته العديد مع الاهلي في البطولات الافريقية مما يعطيه خبرة كبيرة للاحتكاك بمدارس متنوعة بالاضافة إلى حساسية المباريات.

وأضاف أنه لو اقتصرت مشاركة الحضري على الدوري المصري لاختلف الحال ففي الدوري لا تحرص معظم الفرق على مهاجمة مرمى الاهلي وبالتالي يخرج الحضري أحيانا من بعض المباريات بلا اختبار وبالتالي كان لابد من التدريبات المكثفة التي أجراها الحضري قبل البطولة الحالية.

واختتم سليمان حديثه قائلا إن حراسة المرمى من المراكز التي تحتاج دائما إلى الخبرة وكلما كبر الحارس في السن وظل قادرا على الاداء الجيد تزداد خبرته ويتضاعف تألقه.