توغل إسرائيلي في المهرجانات العربية بدأ بالأردن

توغل إسرائيلي في المهرجانات العربية بدأ بالأردن
الشركة المنظمة احتفلت بالعيد الـ 60 لميلاد إسرائيل


يبدو ان الكيانات ذات التوجهات الاسرائيلية بدأت تتوغل في الدول العربية بشكل جديد، ووفق مفاهيم يتصورون أنها سوف تقربهم من الشعوب العربية، ووجدوا في الفن اسهل واقصر الطرق التي تؤدي الي هذا الهدف، ولأن المهرجانات العربية اصبحت هشة وبلا فكر او مضمون او قيمة فأصبح اختراقها من ابسط الامور لانهم ببساطة ينبهرون بكل ما هو خواجة، لذلك ليس من الغريب ان نجد اوروبيين او امريكيين لهم توجهات صهيونية يقتحمون ديارنا ويملون علينا فكرهم.


الأردن كانت المحطة الاولي لهذا الفكر عن طريق شركة فرنسية تدعي مجموعة بيليسيز ومديرها يدعي »موريس ليفي« فرنسي الجنسية، ويلاحظ من اسمه انه يهودي لاننا ببساطة شديدة من الممكن ان نتعرف علي جنسية او المنطقة التي ينتمي لها الانسان من خلال اسمه، والكل يعلم ان اليهود منتشرون في العالم ويحملون جنسيات هذه الدول لكن اسماءهم دائما تفضحهم لذلك كان غريبا ان يقع مهرجان الاردن للاغنية في هذا الخطأ الكبير، والذي يعكس امرين إما جهل القائمين عليه وإما ان سياسة هذا المهرجان هي التطبيع مع العدو الذي انتهك وقتل كل ما له صلة بالعروبة، والغريب ان المهرجان الذي يبدأ في 8 يوليو القادم وينتهي في 9 أغسطس سوف يعتمد علي اسماء كبيرة في عالم الغناء العربي منهم عمرو دياب وآليسا وفضل شاكل ومحمد حماقي عبدالله الرويشد وآخرون. واعتقد ان هذه الاسماء لابد وان يكون لها دور في هذه القضية عن طريق شيء واحد فقط وهو الاعتذار لأن مشاركتهم تعني انهم موافقون علي سياسة هذا المهرجان وموافقتهم علي سياسة المهرجان تعني انهم مع الكيان الصهيوني.

قلنا إن مدير المهرجان موريس ليفي من اسمه يدل علي انه ذو جذور يهودية، ونحن لسنا ضد ديانته لأن الدين لله، لكن اتجاهات هذا الشخص تدل علي فكره، وهذا الفكر سوف نقرأه سويا من خلال تصريحاته، فهذا الشخص عندما سئل عن اسباب توليه مسئولية الاحتفال بمرور 60 عاما علي قيام دولة اسرائيل.. قال لصحيفة »لوموند« الفرنسية في عددها الصادر في 24 مايو الماضي ان اسرائيل بلد صديق ولد وسط العذاب والألم والأسي فوق ارضه الاصلية، وبالتالي من حقه ان يتم التعبير عن الصداقة له تماما مثلما يحدث مع قريب يحتفل بعيد سعيد.

وما لفت نظري في كلامه انه وصف ارض فلسطين بأنها الارض الاصلية لاسرائيل من خلال جملة فوق ارضه الاصلية، والجملة الثانية التي تلفت الانتباه هي »مع قريب يحتفل بعيد سعيد« إذن فهو شخص اعلن عن توجهاته ثم ان اسرائيل بطبعها لاتوكل اي احتفالات الا لاصدقائها او ابنائها المطيعين.

واللافت للنظر هو تجاهل الحكومة الاردنية »الجهة المنظمة للمهرجان« كل ما يقال عن هذا الشخص وهو اسلوب يؤكد ان »السكوت علامة الرضا« والعمل بمبدأ »اللي مش عاجبه يضرب دماغه في الحيط«، مشكلة مهرجان الاردن »جرش سابقا« شأن داخلي، لكنه يؤكد ان الاسرائيليين قادمون لاحتلال المهرجانات العربية، وعلينا ان نكون حذرين للغاية وعلي نجوم الغناء العربي ان يتحلوا بالحذر، خاصة ان المعلومات التي توافرت لدينا تؤكد ان هذا الشخص الذي يدعي موريس ليفي اعطي اجورا مضاعفة للفنانين المشاركين، وهذا يدخل الشك في نفوسنا حول اسباب هذه »الهبة« التي يمنحها للنجوم، حتي الآن تواجد النجوم في هذا المهرجان مجرد صور علي افيشات واعلانات تليفزيونية اي ان وجودهم لم يرتق الي المشاركة الفعلية لذلك لانملك الآن سوي التحذير، لكن بعد بداية المهرجان فعليا نستطيع ان نحاسب كل من شارك،و وبالتالي سوف نطالب المهرجانات المصرية بمقاطعة الاسماء المشاركة مهما كان حجمها.

الهيئات والمنظمات المدنية وجماعة الاخوان المسلمين الاردنية هاجموا الحكومة لأنها سمحت بتغيير اسم مهرجان جرش العريق الي مهرجان الاردن للاغنية كما انهم طالبوا بطرد الشركة المنظمة واستنكروا ان يكون منظم احتفالية مرور 60 سنة علي اسرائيل هو نفسه المسئول عن مهرجان الاردن، وفي نفس الوقت طالبت لجنة حماية الوطن ومقاومة التطبيع الاردنية بمقاطعة المهرجان.