مسارح الدولة في الصيف خارج نطاق الخدمة

مسارح الدولة في الصيف خارج نطاق الخدمة





بدير
خلال المواسم الماضية شهدت مسارح وقاعات البيت الفني للمسرح العديد من العروض التي قدمها نجوم كانوا سبباً في إقبال الجمهور، وارتفاع إيرادات البيت الفني، وعلي العكس من ذلك، يشهد موسم الصيف المقبل عروضاً خالية من النجوم، فضلاً عن أن أغلب مسارح الدولة خارج الخدمة في هذا الموسم، وهو الأمر الذي أرجعه البعض إلي انشغال أشرف زكي بشؤون نقابة الممثلين، والقرارات التي أصدرها مؤخراً، ولذلك لم يتمكن من إعداد موسم مسرحي جيد مثلما كان يقدم من قبل.

للمرة الثانية علي التوالي، يغيب مسرح «السلام» عن تقديم عرض يفتتح به الموسم الصيفي، خاصة بعد توقف بروفات مسرحية «عربات الزواج السريع» بعد اعتذار أحمد الفيشاوي عن بطولتها، وفشل سامح مهران مخرج العرض في التعاقد مع بطل آخر مما دفع إدارة المسرح إلي التعاقد مع المخرج عصام نجاتي لتقديم مسرحية «السلطان الحائر» لتوفيق الحكيم، ورغم ذلك أكد هشام جمعة، مدير المسرح، أنه لن يتمكن من تقديمها في الموسم المقبل، نظراً لضيق الوقت، فضلاً عن التجديدات التي تجري حالياً بالمسرح، والتي قد تستمر إلي نهاية شهر يونيو المقبل.

رغم مرور أربعة أشهر علي تولي أحمد عبدالعزيز إدارة المسرح «الكوميدي» فإنه لم يقدم أي عرض من إنتاجه، ورغم أنه بدأ بروفات مسرحية «الشومة والبارومة» التي يخرجها، إلا أنها سرعان ما توقفت وانشغل «عبدالعزيز» بتصوير مسلسله الجديد «دموع في حضن الجبل» حتي يلحق العرض في شهر رمضان.

أما المسرح القومي، فلم يستقر مديره شريف عبداللطيف حتي الآن علي نص معين لتقديمه في الموسم المقبل، خاصة بعد اعتذار محمد منير عن مسرحية «وطن الجنون» بسبب انشغاله بحفلات الصيف، الأمر الذي جعل إدارة المسرح تقتصر علي تقديم مسرحية «روميو وجوليت» التي يقدمها مجموعة من طلبة معهد الفنون المسرحية.

بعد نقل مسرحية «الحادثة بعد ١١ سبتمبر» من المسرح «القومي» إلي «الطليعة»، اعتذر عزت العلايلي عن بطولة المسرحية، الأمر الذي كلف فريق العمل عناء البحث عن بطل جديد، وأخيراً اضطروا إلي الاستعانة بممثل مغمور لتقديمها.

ويقدم مسرح «الغد» خلال هذا الموسم مسرحية «سلاح دمار شامل» للمؤلف بهيج إسماعيل، بطولة انتصار ومجموعة من الوجوه الجديدة، ويقدم مسرح «الشباب» مسرحية «ما أجملنا» للمؤلف محفوظ عبدالرحمن، ويقدمها طلبة معهد الفنون المسرحية.

المخرج سمير العصفوري أكد أن غياب النجوم وعدم وجود موسم صيفي تقع مسؤوليته علي مديري المسارح، فكان يجب عليهم تجهيز مجموعة من العروض المسرحية للموسم، فإذا فشل أحدها يجب أن يكون هناك البديل، وقال: للأسف بعض المديرين في إجازة عن المسرح، ولم ينجحوا في التعاقد مع نجوم حتي يخرج الجمهور من منزله لمشاهدة المسرح، فالأمر في غاية الخطورة، ولابد أن يكون لدينا مديرون علي مستوي عال في إدارة المسارح، وأشرف زكي غير مسؤول عن ضياع الموسم، إنما مسؤوليته تقع في اختيار مديرين ليس لديهم قدرة علي تقديم موسم جيد.

المؤلف محسن الجلاد، أكد أن انشغال أشرف زكي بنقابة الممثلين أدي إلي ضياع موسم الصيف، خاصة أن مشاكل النقابة زادت عن حدها، وجاءت في وقت المفترض أن يتعاقد فيه البيت الفني مع نجوم لتقديم مسرحيات الموسم، الأمر الذي جعلهم يتعاقدون علي تقديم مسلسلات تليفزيونية.

وقال الجلاد: إن هذا الموسم سيكون فقيراً جداً، وخالياً تماماً من النجوم، كما أن العروض التي يقدمها الشباب لا تحظي بنسبة مشاهدة ولا أحد يسمع عنها، لذلك لا تحقق الأهداف التي نشأ من أجلها مسرح الدولة.

دلع النجوم وتكبرهم علي تقديم أعمال مسرحية وتعاملهم مع المسرح بسخرية واستهتار هي أسباب ضياع موسم الصيف، هكذا بدأ المخرج حسام الدين صلاح، وقال: النجم بعد تعاقده علي تقديم مسرحية يترك المسرح بعد أن يجد فرصة أفضل في التليفزيون، الأمر الذي يؤدي إلي توقف البروفات، وللأسف لا أحد يحاسب هؤلاء.

وأضاف: يجب علي أشرف زكي، حتي لا يضيع منه الموسم، أن يعيد تقديم العروض التي سبق تقديمها وحققت نجاحاً جماهيرياً خلال السنوات الماضية حتي لا تنقطع علاقة الجمهور بالمسرح.

ونفي أحمد بدير أنه كفنان يضع المسرح في آخر اهتماماته، وقال: إذا وفرت إدارة المسرح الإمكانيات التي يتطلبها الفنان لتقديم عروض مسرحية لن أتردد، وبالتالي ضياع الموسم ليس مسؤوليتنا، إنما يقع علي عاتق الإدارة، فقد سبق أن استعددت لتقديم مسرحية «الشعب لما يفلسع» علي مسرح الدولة، وكان مقرراً أن تقدم في الصيف المقبل، ولكن تم إلغاء المشروع بسبب عدم وجود مكان يناسب المسرحية.