www.badri.yoo7.com
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


هدا المنتدى مختص في جديد الكمبيوتر
 
الرئيسيةالنتالتسجيلأحدث الصوردخول

 

 "حرب تشارلي ويلسون" تفضح اللعبة الأمريكية...

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ياسين بادري
رئبس المنتدى
رئبس المنتدى
ياسين بادري


المساهمات : 271
تاريخ التسجيل : 01/02/2008
العمر : 34
الموقع : www.badri.tk

"حرب تشارلي ويلسون" تفضح اللعبة الأمريكية... Empty
مُساهمةموضوع: "حرب تشارلي ويلسون" تفضح اللعبة الأمريكية...   "حرب تشارلي ويلسون" تفضح اللعبة الأمريكية... I_icon_minitimeالأربعاء فبراير 06, 2008 8:05 am

Twisted Evil afro

فور أن تقرأ اسم المخرج مايك نيكولز على فيلم ما، فلابد أن تتوقع أسلوبا يمزج بين الجد والسخرية، خاصة فيما يتعلق بالسياسة الأمريكية، فمنذ فيلمه “عاش” في السبعينات وحتى آخر أفلامه “حرب تشارلي ويلسون” يعرض مايك نيكولز وقائع حقيقية من التاريخ الأمريكي المعاصر، ولكن بروح تجسد بحق “الكوميديا السوداء” بكل ما فيها من معنى. “حرب تشارلي ويلسون” يتناول أسرار التدخل الأمريكي “غير المباشر” ضد التدخل السوفييتي في أفغانستان، وهو الأمر الذي يكاد أن يكون نقطة التحول الرئيسية في الوضع السياسي العالمي الراهن.



كانت تلك الفترة من ثمانينات القرن الماضي هي التي شهدت أمريكا وهي تلعق جراحها بعد هزيمتها في فيتنام، لكنها وجدت في التورط السوفييتي في أفغانستان فرصة لكي تجعل السوفييت يخوضون “فيتنامهم” الخاصة، وهكذا تفتق ذهن المخابرات المركزية الأمريكية وهذا ما يكشف عنه فيلم “حرب تشارلي ويلسون” عن تمويل ما عرف آنذاك باسم “المجاهدين الأفغان”، لتنتهي الحرب بهزيمة السوفييت وانسحابهم، بل وسقوط الاتحاد السوفييتي ذاته، لكن ذلك لم يكن بمثابة انتصار نهائي حاسم للإمبراطورية الأمريكية التي تصورت أنه حان لها أوان السيطرة على العالم، فتوالت أحداث لم تكن في الحسبان، بدءاً من ظهور حركة طالبان وتنظيم القاعدة، ومرورا بأحداث الحادي عشر من سبتمبر، وليس انتهاء بما يحدث من جحيم حقيقي في العراق وفلسطين.

تكمن إذن الكوميديا السوداء في أن “الشجيع” تصور للحظة أن فيلم السياسة العالمية انتهى به إلى انتصاره، ليكتشف أنه انتصار زائف جعله يزداد إيغالا في التخبط، بل ربما ذهب فيلم “حرب تشارلي ويلسون” إلى مدى أبعد، فالحقيقة أن “الشجيع” لم يكن شجاعا أبدا. لكن المفارقة الساخرة المريرة أن الفيلم يعتمد على وقائع حقيقية تماما، ظهرت في كتاب يحمل نفس اسم الفيلم من تأليف جورج كرايل ليقوم بكتابة السيناريو آرون سوركين، لتظهر لمسة المخرج مايك نيكولز الساخرة في كل مشهد. وأرجو أن تتأمل المشهد الافتتاحي الذي يحدث عام 1989 في احتفال يحصل فيه السيناتور تشارلي ويلسون (توم هانكس) على التكريم لخدماته التي قدمها للخدمات السرية (بكلمات أخرى: المخابرات المركزية الأمريكية) من أجل القضاء على الشيوعية، ليعود الفيلم في “فلاش باك” إلى عام 1980 ليقدم “حدوتته الرئيسية”، حيث تجد السخرية الكامنة في أن هذا السيناتور “الوطني” يلهو مع الغواني ويشرب الخمر ويشم الهيروين.

وهكذا يكشف لك الفيلم في تلميح يمزج بين المرارة والمرح عن “المطبخ” الذي تصنع فيه مصائر شعوب العالم، ليستطرد الفيلم فيحكي لك عن هذا السيناتور الديمقراطي الليبرالي الذي لا تعني الديمقراطية أو الليبرالية عنده إلا قدرا كبيرا من الانتهازية السياسية والأرباح التجارية، فتحت شعار رغبته “الإنسانية” في مساعدة المجاهدين الأفغان في حربهم ضد الغزاة السوفييت يمضي مع إدارة المحافظين خلال حكم الرئيس ريجان، في عقد الصفقات العسكرية السرية، خاصة أن المرأة الثرية الفاتنة جوان هيرنج (جوليا روبرتس، في دور يذكرك كثيرا بأدوار ميريل ستريب) تمارس تأثيرها فيه، وهي صاحبة الأفكار شديدة الرجعية والتطرف، التي تختفي تحت ستار الشفقة “الإنسانية” على الشعب الأفغاني وإن كان الهدف الوحيد لفريقها الخفي هو القضاء على الاتحاد السوفييتي لتنفرد أمريكا بهيمنتها على العالم.

فجأة يقدم الفيلم شخصية فريدة لرجل المخابرات جاست افراكوتوس (فيليب سيور هوفمان) الذي يشعر داخل وكالة المخابرات المركزية بأنه يتم تجاهل ترقيته، ليعرض لك الفيلم أيضا طرفا طريفا من قيام “الجواسيس” بممارسة التجسس على بعضهم البعض، عندما يبتز جاست رئيسه في العمل مهددا بأن يفضح أسراره الشائعة. وبرغم أن جاست يبدو “طفلا شقيا” مزعجا، فإنه يتمتع بالذكاء والبراعة مما يرشحه للقيام بدور مهم في التدخل في أفغانستان، ولكن ليس قبل أن تقوم جوان بمساعدة السيناتور تشارلي في جمع التبرعات المالية الضخمة، ومرة أخرى تظهر نزعة مايك نيكولز الساخرة في أن هذه التبرعات تأتي في مزاد علني على الفتيات الفاتنات.

من خلال تفاصيل درامية متشابكة وشديدة الحساسية، أترك لك معرفة أسرارها بنفسك عندما تشاهد الفيلم، ندرك أن أمريكا تريد أن تبقى في “الكواليس” وأن تقتصر مساعداتها على تزويد المجاهدين الأفغان بأسلحة “سوفييتية” يجمعونها من “هنا وهناك”. وإذا كان الفيلم يتوقف طويلا أمام الفضائح التي عاشها الشعب الأفغاني خلال حربه ضد الاتحاد السوفييتي، فإنه ينتهي بمرارة هائلة بالمقارنة بين قيام أمريكا بتمويل الأفغان بمليار دولار لخوض الحرب بينما يعجز السيناتور تشارلي عن جمع مليون واحد من الدولارات بعد انتهاء الحرب من أجل بناء مدارس للشعب الأفغاني، وتظهر على الشاشة السوداء في نهاية الفيلم عبارة مقتبسة عن تشارلي ويلسون ذاته: “قمنا بأعمال جليلة غيرت وجه العالم، لكننا أفسدنا كل شيء عند نهاية اللعبة”.

إنها بالفعل “لعبة” بالمعنى الحرفي للكلمة، فالأعمال الجليلة التي قام بها تشارلي ويلسون مرت عبر العديد من المساومات والصفقات والفضائح القذرة التي لا تتورع فيها السياسة الأمريكية عن استخدام كل “أوراق اللعب” لكي تربح المقامرة، لكن أحدا لا يستطيع أن يؤكد لها أنها سوف تربح في كل مرة ولتتأمل تلك الحكاية البوذية التي رواها رجل المخابرات جاست، ملخصا تلك اللعبة التي لا يمكن لك أن تضمن كيف ستنتهي، ففي قرية كان لصبي حصان جميل يحسده عليه الناس، لكن معلما عجوزا نصحهم بانتظار ما يحدث في المستقبل، وبالفعل يقع الصبي ذات مرة من فوق ظهر الحصان وتنكسر ساقه فيحزن أهل القرية من أجله، ومرة أخرى ينصحهم المعلم العجوز بالانتظار، فالساق المكسورة تكون حظا طيبا للصبي كي لا يذهب مع رفاقه إلى الحرب، فيحسده الناس مرة أخرى على وقوعه من فوق الحصان. إن هذا هو ما تفعله أمريكا في العالم، تتصور أنها امتلكت المصباح السحري وتطلق “العفريت” منه لكي يطيع أوامرها، لكن “العفريت” يتمرد ذات يوم على صاحبه، وهكذا يمضي العالم في حلقة مفرغة من الإرهاب الأمريكي والإرهاب المضاد لها، فكأن السياسة الأمريكية تلعب بالنار لكنها ليست بعيدة أبدا عن أن تطالها ألسنة اللهب التي قامت هي ذاتها بإضرامها.

Arrow
Sleep
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://badri.yoo7.com
 
"حرب تشارلي ويلسون" تفضح اللعبة الأمريكية...
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
www.badri.yoo7.com :: جناح الثقافة و الفن :: منتدى كواليس الفن و السينما-
انتقل الى: